مواضيع مهمة

.

.

مواضيع مختلفة

مواقع تعليمية

المناظرات الوطنية

mercredi 13 mai 2015

مناهج اصلاح التعليم





أكد مقالي الماضي على أهمية تكوين رؤية واضحة عن احتياجات الطلاب التعليمية، وملامح الثقافة الوطنية، والمعوقات، كأولى الخطوات للكشف 
عن المسار الإصلاحي الذي يحقق الاستغلال الأمثل للوقت، والموارد، والجهود.

وقد صدر مؤخرا عن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) وثيقة بعنوان: الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العام. حددت تلك الوثيقة جوانب هامة من الاحتياجات التعليمية للطلاب بالقرن الـ21 وعدد من المعوقات وعناصر التطوير الممكنة شملت المناهج، والمعلمين، والمدارس، إلخ. ونتيجة لوضوح الرؤية لدى القائمين بالمشروع، تمت صياغة الاستراتيجية ليكون الطالب هو محورها الأهم ورأس المال الوطني الأثمن.
بالخطوة المقبلة، سنكون بحاجة إلى وضع ترجمة عملية لتلك الاستراتيجية، تفصل كل ما يجب أن يتعلمه الطلاب، وما ينبغي أن يقوم بتدريسه المعلمون. ومن بين أهم الأدوات المرشدة للتنفيذ الفعلي للاستراتيجية هو «المنهج الوطني» الذي يقوم بتحديد (1) مجالات المعرفة (ومنها المواد) والقدرات، (2) أساليب التقييم، (3) التقارير الدورية (تحصيل الطلاب وإنجازاتهم التعليمية).
شهدت البيئة التعليمية السعودية جهودا كبيرة لتطوير المناهج، نتج عنها تغيير ملحوظ للمحتوى والقدرات وأساليب التدريس، ولكن يبدو أن تلك الجهود لم تكن متكاملة فيما بينها أو متصلة بوضوح، حيث لم تعرض ضمن إطار واحد متسق، يحدد مجالات المعرفة وموادها، ويعرض توصيفات المواد وكيف ترتبط فيما بينها ضمن المرحلة الدراسية الواحدة، وكيف ترتبط خلال المراحل الدراسية المختلفة من الابتدائية وحتى الثانوية، ويحدد أيضا القدرات والقيم الأخلاقية الإسلامية والاجتماعية المعاصرة، ويعرض كيف يتم دمجها ضمن توصيفات المواد بالمرحلة الواحدة وخلال بقية المراحل، متأثرة بمستوى وطبيعة المجال المعرفي للمادة وأدواتها.
لست بصدد تحديد مجالات المعرفة والقدرات الملائمة لاحتياجات الأبناء بالقرن الحالي، فالدراسات المحلية وتجارب الدول المتقدمة غنية ومتطورة للإجابة. ولكني أريد توجيه الانتباه إلى حاجتنا الماسة لامتلاك إطار شامل وعرض واضح ومنظم لمنهج وطني، يكون مرجعا رئيسا لعمليات بناء وتطوير المناهج السعودية (أو المواد) بالمستقبل، ويقلل الاعتماد على ترجمة المواد الأجنبية، إن صح ما يعتقده البعض بخصوص ذلك، ونأمل من المسؤولين أيضا إتاحة ذلك المنهج عبر مصدر واحد (موقع الكتروني)، يصور بوضوح تقدم وترابط ما يتلقاه الطلاب خلال تقدمهم بالمراحل التعليمية، ويتيح مرجعا غنيا لأطراف العملية التعليمية والرأي العام للاستفادة ولتيسير المشاركة في التطوير. ونأمل التخطيط المستقبلي لجعل ذلك المرجع الالكتروني بديلا فاعلا للمناهج التقليدية المطبوعة التي يعاب عليها بطء الاستجابة للتغيرات، والتكلفة، والوزن، وإثارة الملل، وعدم ملاءمتها لاحتياجات الأجيال الحديثة (انعدام وسائط الميديا وأدوات البحث).
نأمل أيضا أن يسد المنهج الوطني الفجوة الثقافية بين المواطن وبيئته المعاصرة التي لم تعد تعترف بالحدود الجغرافية نتيجة لتطور وسائل الاتصالات والمواصلات، كي يتمكن من التفاعل الإيجابي معها. فعلى الأغلب، تركز المناهج الحالية على إثراء الطلاب بما تتطلبه البيئة المحلية، ولكنها لا تلائم حاجتهم إلى فهم متغيرات العالم المحيط بهم (أمثلة لمواد مقترحة: التاريخ الحديث، بيئة الأعمال والعمل، القيادة الناجحة).

Enregistrer un commentaire

 
copyright © 2013 المنظومة التربوية في تونس
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates